أطفال الثامنة.. هل يتأثرون بالمشاهد الجنسية

تكرر دخولي على طفلي البالغ من العمر 7 سنوات،وهو في غرفته مع قريبته التي تكبره بثلاث سنوات، فلاحظت أن جلسته معها تكون بملامسة أعضائه الجنسية لجسدها وإفراج ما بين قدميه والطفلة جالسة بينهما بظهرها.

وأنا لا أدري.. هل يدل ذلك على أن لديه شهوة جنسية؟! كما انني حائرة في كيفية توجيهه وأخشى إن أرشدته إلى تعديل جلسته أن يتنبه إلى أمور هو صغير عليها.

د.مأمون مبيض:

من الشائع أن يكثر عند الأطفال في هذه السن ما يسمى "اللعب الجنسي" والذي يأخذ أسماء كمثال "عروس وعريس" أو " طبيب ومريض".. وهذا في حد ذاته أمر غير مخيف إذا أحسنا التعامل معه.

ويمكننا هنا استغلال هذا الموقف وتحويله من مجرد "مشكلة" إلى "موقف تعليمي"، فهي فرصة مناسبة ليشرح الأهل لهذا الطفل، وهذه الطفلة أيضاً، ولكن على انفراد، طبيعة السلوك الاجتماعي، وما هو مقبول وممكن، وما هو غير مقبول وغير ممكن، ومفهوم العورة، وما يجوز وما لا يجوز إطلاع الآخرين عليه كالأعضاء الخاصة بالإنسان.

نعم يمكن أن يكون لدى الأطفال "شهوة جنسية" من حيث الشعور ببعض المتعة من لمس الأعضاء الجنسية منفردين أو مع غيرهم.. ولكن هذا لا يأخذ بالضرورة مفهوم " الشهوة الجنسية" عندنا نحن الكبار.. وقد لا تتعدى عند الطفل من مجرد " التجريب" وحب الاستطلاع.

لا يخشى الأهل من أن مثل هذا الكلام "سينبه الطفل إلى أمور هو صغير عليها"، بل لابد من الحديث معه وتوجيهه، وإلا فقد يستمر الأمر ويخرج عن الطور، ولاشك أن هذا يتوقف على كيفية الحديث مع الطفل بهدوء ووضوح، وبنبرة التعليم والتوجيه وليس التوبيخ والمواجهة، وأنصح في مثل هذه الحالة أن يراقب الأطفال ونوع اللعب الذي يقومون به، فلا نترك لهم مجالا واسعا للاستمرار في مثل هذه التجارب أو الألعاب، وإنما نحاول أن نوجههم للعب الهادف والمفيد.

طفلتي والفضائيات

طفلتي البالغة من العمر 8 سنوات أخبرتني بأنها عندما كانت في زيارة لابنة الجيران التي تكبرها بعام واحد، وأثناء تقليبها بين محطات التلفاز، وإذا ببعض المحطات الفضائية الجنسية أمام أعينهن!!! وقد أخبرتني باندهاشها لرؤية نساء عاريات يفعلن حركات مشينة، كما أخبرتني بأنها أشاحت النظر وأغلقت الجهاز، ولكن ابنة الجيران استمرت في متابعة هذه المحطات بين الحين والآخر والضحك عليها.. وأخشى من بقاء مثل هذه الصور في مخيلة ابنتي عندما تكبر، كما أخاف من عواقب تلك المشاهد ومن تأثيرها على تفكير ابنتي وسلوكها.. فكيف أعالج هذا الضرر؟

د.مامون مبيض:

لابد أولاً من أن تشكر الأم ابنتها لأنها حدثتها بالأمر وبما جرى معها في بيت صديقتها، وتشجعها على حسن تصرفها مع الموقف، فهذا من أجل تقوية الصلة وتشجيع مثل هذا الانفتاح بين الأم وابنتها، وهذه أيضاً فرصة مناسبة يمكن للأم أن تستغلها لتحولها من "مشكلة" إلى "موقف تعليمي" حيث تشرح لطفلتها بعض المفاهيم والآداب الاجتماعية والإسلامية فيما يتعلق بالعورة والنظر، وبأن الكثير من وسائل الإعلام مع الأسف لا تقوم على مبادئ أخلاقية حيث تعرض مثل هذه المواد الرخيصة اللا أخلاقية.. وكيف يواجه الإنسان مثل هذا الاختبار، حيث قد تعترضه في حياته مواقف مشابهة سواء من تلفاز أو مجلة أو موقع للإنترنت، وعليه عندها أن يُظهر تحليه بالسلوك الأخلاقي الذي يرضاه لنفسه.

نعم قد تبقى مثل هذه الصور في خيال الطفلة، فليس من السهولة محوها من مخيلتها، ولكن ليس بالضرورة أن تترك عواقب سيئة إذا أحسنا التعامل مع الموقف كما ذكرنا.

ولابد من تعلم درس من هذه التجربة بأن تكون الطفلة حذرة في تعاملها مع جهاز التلفاز عندما تزور صديقتها مجددا، ولابد أن تفكر الأم السائلة في طرائق مفيدة لتقضي طفلتها وقتا مفيداً مع صديقتها هذه.

أنت حبيبي

ابني يبلغ من العمر 4 سنوات أجده أحياناً يلعب مع بنات خالته بعنوان (أنت حبيبي) فيتعانقون هل تصرفه هذا يدعو إلى القلق علماً بأن بنات خالته في العمر نفسه؟

د.مأمون مبيض:

كثيراً ما تشيع مثل هذه الألعاب عند الأطفال في هذه السن كألعاب (عروس وعريس) أو (دكتور ومريض).. ولكن هذا لا يعني أن نترك الأمر يسير كما هو دون توجيه وتعليم وتربية.

المهم أن يتابع الأهل تصرفات أطفالهم ويوجهونهم بكل هدوء ودون صراخ أو شتم إلى طرق اللعب السليم والذي يراعي الآداب والحشمة وهذه فرصة مناسبة لتلقين الطفل آداب العورة، وأن هناك في جسم كل إنسان ما لا يطلع عليه أحد –مهما كانت قرابته- إلا باستشارة والديه عندما يكون صغيراً.

ويفيد توجيه الأطفال لبعض الألعاب المفيدة والهادفة، وبذل الجهد لتأمين هذه الألعاب كي لا "يضطر" الأطفال "لاختراع" ألعابهم الخاصة بهم لملء الفراغ.

ولتطمئن الأم إلى أن الأطفال يكبرون ويتجاوزون هذه المرحلة خلال وقت قصير ومن دون أن تترك عندهم مضاعفات سلبية.